هل أصبحت ديزني تروّج لأجندة أيديولوجية في أفلام الأطفال الحديثة؟
تاريخ النشر: 2025 | إعداد: Aravaz Media Analysis
مقدمة: حين يتحوّل الترفيه إلى منصة للرسائل الفكرية
منذ تأسيسها في ثلاثينيات القرن الماضي، عُرفت ديزني بأنها الحاضنة الأولى لخيال الأطفال. ولكن مع تطور الزمن وتغير التوجهات الثقافية، بدأت الأصوات تتعالى في السنوات الأخيرة — وخصوصاً عام 2025 — متهمة الشركة بأنها لم تعد تكتفي بسرد القصص الخيالية البريئة، بل أصبحت تدمج رسائل سياسية واجتماعية ضمن محتواها الموجه للأطفال.
تحوّل الرسائل في أفلام ديزني الحديثة
في أفلام مثل Wish (2023) وMoana 2 (2025)، لاحظ النقاد أن الشركة تميل إلى إدخال رموز ومضامين تمس قضايا الهوية، التعدد، والتمكين الفردي. رغم أن هذه المواضيع قد تبدو إيجابية في ظاهرها، إلا أن بعض النقاد يرون أن ديزني تستخدمها كوسيلة لتسويق أيديولوجيا معينة، وليس فقط كقيمة تربوية.
دراسة صادرة عن Hollywood Reporter عام 2025، أشارت إلى أن 63% من الجمهور الأميركي يعتقد أن أفلام ديزني "تحمل أجندة سياسية واضحة"، مقارنة بـ 28% فقط عام 2015.
البعد التجاري وراء التحوّل الأيديولوجي
يرى خبراء الاقتصاد الثقافي أن ديزني لم تتبنَّ هذا التوجه من فراغ. فالسوق العالمية تشهد تنوعًا ثقافيًا متزايدًا، والشركة تحاول أن تُظهر نفسها كمؤسسة شمولية تمثل كل الفئات. هذا الموقف — رغم أنه تجاري في جوهره — يُترجم أحيانًا إلى محتوى يُفسَّر أيديولوجيًا.
وفقًا لتقرير Variety، فإن سياسة الإنتاج الجديدة في ديزني لعام 2025 تتضمن إلزام كل عمل سينمائي رئيسي بوجود “رسالة مجتمعية واضحة” ضمن الحبكة.
الأثر النفسي والتربوي على الأطفال
يشير علماء النفس التربوي إلى أن الأطفال يميلون لتقليد النماذج التي تقدمها الشخصيات الكرتونية، ما يجعل تأثير الأفكار المزروعة في تلك القصص عميقًا. وفي حال كانت هذه الأفكار مشحونة بمضامين أيديولوجية، فقد تؤثر على تشكيل الوعي الجمعي للأطفال بطريقة غير واعية.
دراسة من Psychology Today نُشرت في يناير 2025 وجدت أن 47% من أولياء الأمور شعروا بالقلق من ازدياد “الرسائل الفكرية المباشرة” في المحتوى الموجه لأطفالهم.
الردود من داخل ديزني
في مقابلة مع The Guardian، نفت جينيفر لي، رئيسة قسم الإبداع في ديزني، وجود أي نية لفرض أيديولوجيا على الأطفال، مؤكدة أن هدف الشركة هو “عكس التنوع الحقيقي للعالم الحديث”. ومع ذلك، يرى بعض النقاد أن تكرار هذا الدفاع يلمّح إلى وجود توتر داخلي بين الفن والتسويق.
البعد الثقافي العالمي: ديزني بين الغرب والعالم
حين تُصدر ديزني أفلامها عالميًا، تواجه تحديًا كبيرًا في التوازن بين قيمها الغربية والجمهور من ثقافات مختلفة. فمثلاً، تم تعديل مشاهد من فيلم Turning Red في بعض الدول العربية بسبب حساسية الموضوعات التي تطرق لها.
هنا يظهر السؤال المحوري: هل ما تفعله ديزني هو دعم للتنوع أم فرض لنمط ثقافي غربي؟
نقاش حول حدود الإبداع والرسالة
يعتقد بعض النقاد أن الرسالة الفنية الحقيقية يجب أن تترك المجال لتأويل الجمهور دون أن تفرض موقفًا معينًا. لكن ديزني في 2025 تبدو وكأنها تختار الاتجاه المعاكس: تقدم القصص كمنصات لتلقين قيم جاهزة. وهذا ما يجعل النقاش حولها أكثر سخونة من أي وقت مضى.
التحليل الإعلامي النهائي
يمكن القول إن ديزني اليوم ليست مجرد شركة ترفيهية، بل مؤسسة ثقافية تشكل وعي الأجيال. وما بين نواياها التجارية ومطالب الجمهور الأخلاقية، تقف في منطقة رمادية تثير الجدل أكثر مما تحله.
قد تكون ديزني تحاول أن تواكب العصر، لكنها في المقابل تخاطر بفقدان عنصر البراءة الذي جعلها أسطورة في المقام الأول.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل تتعمد ديزني تمرير رسائل سياسية في أفلامها؟
لا يوجد تصريح رسمي بذلك، لكن ملاحظات النقاد والجمهور تشير إلى وجود رسائل اجتماعية وسياسية ضمنية في العديد من أعمالها الحديثة.
هل تؤثر هذه الرسائل على الأطفال؟
تؤثر بشكل غير مباشر، خاصة على مستوى بناء القيم وتحديد الهوية، لذلك يدعو الخبراء إلى متابعة المحتوى مع الأطفال والنقاش حوله.
هل سيستمر هذا التوجه في المستقبل؟
يتوقع المحللون استمرار ديزني في هذا النهج، لكن مع توازن أكبر بين الرسالة والمحتوى الترفيهي لضمان عدم خسارة الجمهور المحافظ.
