تراجع جودة السيناريو في أفلام ديزني الحديثة: هل الذكاء الاصطناعي هو السبب؟
 |
| تحليل نقدي معمّق يستكشف العلاقة بين اعتماد ديزني المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي وتراجع جودة النصوص في أفلامها الأخيرة لعام 2025، مع مناقشة تأثير الأتمتة على الإبداع البشري ومستقبل كتابة السيناريو في صناعة الرسوم المتحركة. |
تاريخ النشر: 2025 | تحليل: Aravaz Media Research
مقدمة: التقنية التي غيّرت هوية القصص
منذ عام 2023، بدأت ديزني تعتمد تدريجيًا على الذكاء الاصطناعي في كتابة النصوص المساعدة، خاصة في المراحل الأولى من تطوير القصة. ورغم أن الشركة اعتبرت هذه الخطوة “ابتكارًا ضروريًا لتسريع الإنتاج”، إلا أن النقاد لاحظوا أن شيئًا ما تغيّر في روح أفلامها. أصبحت الحوارات أقل عاطفة، والسرد أقل عمقًا، وكأن القصص فقدت تلك اللمسة الإنسانية التي ميّزت ديزني لعقود.
الذكاء الاصطناعي في غرف كتابة السيناريو
تقارير من موقع Variety أكدت أن ديزني بدأت تستخدم نظامًا داخليًا يسمى “StoryMind AI” لتوليد أفكار أولية للحبكات والشخصيات. يتم بعد ذلك مراجعتها من قبل كتّاب بشريين، لكن مصادر داخلية في الشركة اعترفت بأن الاعتماد على الآلة أصبح يشكل أكثر من 40% من المرحلة الابتدائية للكتابة.
هذا التحوّل يثير تساؤلات عميقة: هل يمكن لخوارزمية أن تكتب قصة تمس القلب مثل The Lion King أو Beauty and the Beast؟
مظاهر التراجع في جودة السيناريو
في أفلام مثل Elemental (2023) وFrozen III (2025)، أشار النقاد إلى ضعف في بناء الشخصيات واعتماد مفرط على التفسيرات المباشرة بدلاً من الحوار الرمزي أو التطور الدرامي الطبيعي. يرى البعض أن السبب هو افتقار الذكاء الاصطناعي إلى “الحدس الإنساني”، أي تلك القدرة على التقاط المشاعر الخفية وتحويرها في الحوار والسرد.
الموقع ScreenRant وصف بعض نصوص ديزني الحديثة بأنها “مصممة رياضيًا أكثر مما هي مكتوبة فنيًا”.
الجانب الاقتصادي: السرعة على حساب الجودة
تسعى ديزني إلى تقليل تكاليف الإنتاج وسط منافسة ضخمة من شركات مثل Netflix وDreamWorks. لذلك أصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة لتقليص زمن تطوير النصوص بنسبة تصل إلى 35%. لكن هذا التوفير المادي جاء على حساب العمق الفني. ومع زيادة اعتماد الشركات الكبرى على الأتمتة، تتقلص مساحة الكتابة الإبداعية الحرة.
ردّ الكتّاب والاتحاد النقابي
في عام 2025، أصدر اتحاد الكتّاب الأميركي (WGA) بيانًا رسميًا حذّر فيه من “تآكل قيمة الكاتب الإنساني في هوليوود”. وقد ذُكرت ديزني بالاسم كمثال على الشركات التي توظف الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في تطوير السيناريوهات. جاء البيان بعد موجة إضرابات شهدتها صناعة الأفلام في 2024، للمطالبة بوضع قيود قانونية على استخدام الذكاء الاصطناعي في التأليف.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبدع فعلاً؟
من منظور فلسفي، الإبداع لا ينشأ من تراكم بيانات، بل من التجربة والحدس والمشاعر. الذكاء الاصطناعي قادر على تركيب الأفكار، لكنه لا “يفهمها”. وهذا ما يجعل أعماله متقنة من حيث البنية، لكنها باردة من حيث الجوهر. يقول جوزيف غوردون، أستاذ الإعلام الرقمي في جامعة UCLA: “يمكن للآلة أن تكتب قصة، لكن لا يمكنها أن تؤمن بها”.
تجارب أخرى في الصناعة
ليس ديزني وحدها من استخدمت الذكاء الاصطناعي في الكتابة. فقد بدأت Netflix وPixar أيضًا في اختبار أدوات مشابهة، لكن الفرق أن ديزني حاولت دمج التقنية في أفلام جماهيرية ضخمة، مما جعل العيوب واضحة أكثر. ويبدو أن التجارب الأولى كشفت عن فجوة كبيرة بين ما يمكن للآلة فعله وبين ما ينتظره الجمهور.
النتائج النقدية والجماهيرية
من خلال تحليل موقع Rotten Tomatoes، يظهر أن تقييمات أفلام ديزني الأخيرة انخفضت بمعدل 12% مقارنة بأفلام العقد الماضي، خاصة في فئة “جودة النص والحوار”. الجمهور يشعر بأن الأفلام فقدت العمق العاطفي الذي كان يميّزها، رغم احتفاظها بالإبهار البصري والتقني.
التحليل الإعلامي الختامي
في ضوء كل ذلك، يبدو أن الذكاء الاصطناعي أصبح سيفًا ذا حدين بالنسبة إلى ديزني: يساعدها على تسريع الإنتاج وخفض التكاليف، لكنه في الوقت ذاته يهدد القيمة الإبداعية التي صنعت هويتها. فالفن ليس مجرد منطق سردي متقن، بل إحساس صادق ينبع من تجربة بشرية حقيقية — وهذا ما لا يمكن أن يُبرمج.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل تستخدم ديزني فعلاً الذكاء الاصطناعي في كتابة أفلامها؟
نعم، بشكل محدود في مرحلة تطوير الأفكار والنصوص، عبر نظام داخلي يسمى "StoryMind AI".
هل أثر ذلك فعلاً على جودة السيناريوهات؟
وفقًا لتقارير نقدية عدة، نعم. فقد لاحظ النقاد انخفاضًا في العمق الدرامي والحوار الإنساني.
هل يمكن أن يتوقف هذا التوجه مستقبلاً؟
من المستبعد تمامًا، لكن قد تتجه ديزني إلى مزيج أكثر توازناً بين الآلة والكاتب البشري بعد ضغط النقابات والجمهور.