الذكاء الاصطناعي في استوديوهات ديزني: إبداع أم استبدال للفنان؟
![]() |
| تحليل نقدي لتأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الرسوم المتحركة في ديزني عام 2025، بين الوعود بالإبداع التقني والخوف من اختفاء اللمسة الإنسانية في الفن. |
منذ بداية عام 2025، أصبحت ديزني من أكثر الشركات استخدامًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة أفلامها، سواء في التحريك، أو في توليد المشاهد، أو حتى كتابة النصوص المبدئية. هذا التطور التقني الضخم أثار جدلًا واسعًا بين النقاد والفنانين: هل يعزز الإبداع أم يقتل روح الفن الإنساني؟
كيف تستخدم ديزني الذكاء الاصطناعي؟
أعلنت ديزني في مؤتمرها التقني الأخير عن نظامها الجديد المسمى “DreamForge AI”، وهو منصة قادرة على توليد تصميمات أولية للشخصيات والمشاهد في غضون دقائق. كما تستخدم أدوات تعلم عميق لتحليل تفاعل الجمهور وتعديل القصص بناءً على البيانات السلوكية، ما يجعل عملية الإنتاج أسرع وأكثر دقة تجاريًا.
الإبداع تحت سيطرة الخوارزمية
بينما يرى البعض أن هذه التقنية تفتح آفاقًا غير مسبوقة للخيال البشري، يرى آخرون أن الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي قد يحول الفن إلى عملية حسابية باردة. فالمشاهد التي كانت تُرسم بلمسة فنان تحمل روحه أصبحت تُولّد بنقرة زر.
وجهة نظر الفنانين
عدد من الفنانين العاملين سابقًا في ديزني أعربوا عن قلقهم من فقدان الوظائف وانحسار دور الرسامين التقليديين. وقد أشار المصمم مايكل كارسون إلى أن “ديزني لم تعد تستأجر الفنانين لتخيل العوالم، بل لتصحيح ما تنتجه الخوارزميات”.
ذكاء اصطناعي أم ذكاء تجاري؟
تؤكد تقارير مالية أن استخدام الذكاء الاصطناعي خفّض تكاليف الإنتاج بنسبة تصل إلى 30% خلال النصف الأول من 2025. لكن هذه الفعالية الاقتصادية جاءت على حساب الجودة الشعورية، إذ لاحظ المشاهدون أن بعض الأفلام الجديدة تفتقر إلى الأصالة في التعبير.
الحدود الأخلاقية للذكاء الإبداعي
تطرح هذه الموجة أسئلة أخلاقية كبيرة: من هو الفنان الحقيقي؟ هل الخوارزمية التي تُبدع صورة هي “مؤلفة” بالمعنى القانوني؟ وهل يجوز استبدال خيال الإنسان بمزيج من البيانات المجمعة؟ ديزني تبرر موقفها بأن التقنية مجرد أداة، لكن المنتقدين يرون أنها تحولت إلى المخرج الخفي لكل شيء.
التجارب الناجحة والفاشلة
من الناحية العملية، نجح استخدام الذكاء الاصطناعي في أفلام مثل Frozen Reimagined (2025)، الذي استخدم تحليلًا لغويًا لتصميم الحوارات بدقة نفسية. لكن في المقابل، فشل فيلم Neon Kingdom بسبب افتقاره للتماسك العاطفي رغم جماله البصري، ما أثبت أن التقنية لا تعوّض القلب الإنساني.
المشاهدون بين الانبهار والحنين
يُظهر تحليل ردود الجمهور أن المشاهدين يشعرون بالإعجاب بالتطور التقني، لكنهم يحنّون إلى اللمسة اليدوية التي جعلت أفلام ديزني القديمة خالدة. فبينما كانت المشاعر تُنقل بالخط والفرشاة، أصبحت الآن تُنشأ بخوارزمية لا تعرف الحنين.
المستقبل: تكامل أم استبدال؟
يعتقد بعض الخبراء أن المستقبل لن يكون صراعًا بين الفنان والآلة، بل تعاونًا بينهما. فالفنان سيوجه الذكاء الاصطناعي بدلًا من أن يُستبدل به، شريطة أن تبقى الرؤية الإبداعية بيد الإنسان لا النظام.
خاتمة
الذكاء الاصطناعي في ديزني ليس شرًا مطلقًا ولا خيرًا خالصًا. إنه مرآة تعكس طموح الإنسان نحو الكمال، وخوفه من أن يصبح آلة بين الآلات. التحدي الحقيقي أمام ديزني هو الحفاظ على إنسانية الفن في عالم تسوده الخوارزميات، وإبقاء الحلم إنسانيًا مهما بلغت دقة البرمجة.
الأسئلة الشائعة
هل يستخدم الذكاء الاصطناعي فعلاً في كتابة نصوص ديزني؟
نعم، وفق تصريحات رسمية، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد المسودات الأولى وتحليل تفاعل الجمهور مع النصوص.
هل ألغت ديزني وظائف فنية بسبب الذكاء الاصطناعي؟
بالفعل تم تقليص بعض الأقسام الإبداعية، لكن الشركة أكدت أنها تعيد تدريب الموظفين لاستخدام الأدوات الجديدة.
هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الفنانين نهائيًا؟
من المستبعد ذلك في المدى القريب، لأن الإبداع البشري ما زال جوهر العملية الفنية رغم هيمنة التقنية.
