وراء السحر المفقود: كيف أصبحت ديزني شركة تسويق أكثر من كونها صانعة أحلام؟

 

وراء السحر المفقود: كيف أصبحت ديزني شركة تسويق أكثر من كونها صانعة أحلام؟

وراء السحر المفقود: كيف أصبحت ديزني شركة تسويق أكثر من كونها صانعة أحلام؟


لم تعد ديزني في عام 2025 مجرد شركة تقدم أفلامًا للأطفال أو تنشر الفرح في قلوب المشاهدين. لقد أصبحت ماكينة تسويق عالمية متكاملة تعرف كيف تُحوّل كل مشهد وكل كلمة إلى فرصة استهلاكية. وبينما لا يزال شعارها «صانعة الأحلام» حاضرًا، فإن السؤال الحقيقي هو: هل ما زال السحر موجودًا أم أصبح مجرد واجهة تجارية لبيع منتجات لا تنتهي؟

من قصص خيالية إلى نظام تسويقي محكم

في العقود الأولى، كان هدف ديزني سرد القصص الجميلة وتقديم شخصيات خالدة مثل ميكي ماوس وسندريلا. لكن اليوم، كل قصة جديدة تُكتب بعين على الأسواق العالمية وخطة مبيعات واضحة للدمى، الألعاب، والتطبيقات. تُبنى الشخصيات وفق تحليل بيانات يضمن تحقيق أقصى استجابة شرائية من الجمهور المستهدف.

الأفلام كإعلانات ممتدة

لم يعد الفيلم بالنسبة لديزني منتجًا نهائيًا بل وسيلة تسويقية. فكل لقطة يمكن أن تُستخدم لترويج منتج: من فستان البطلة إلى تصميم قلعة الخلفية. حتى الموسيقى تُستخدم لإطلاق تحديات عبر TikTok وInstagram، ما يحوّل كل أغنية إلى حملة دعائية مجانية يقودها الجمهور نفسه دون وعي.

استراتيجيات الاستحواذ: من بكسار إلى مارفل

امتلاك ديزني لشركات عملاقة مثل Pixar وMarvel وLucasfilm لم يكن خطوة فنية بل تسويقية بامتياز. فبدلاً من المنافسة، اختارت الشركة أن تحتكر السوق بأكمله. وبهذا، تحولت من منتج للقصص إلى متحكم في الخيال الجمعي لمليارات الأشخاص حول العالم.

تسليع العواطف: كيف تُباع المشاعر؟

يتم تصميم المشاهد بعناية فائقة لخلق رد فعل عاطفي يؤدي مباشرة إلى شراء منتج معين. المشهد المؤثر يصبح لاحقًا "رمزًا تجاريًا"، والدموع تُستخدم كأداة تسويقية ذكية. فديزني تعلم أن الارتباط العاطفي هو أقوى وسيلة للبيع.

تأثير هذه الممارسات على الفن

حين يصبح الإبداع خاضعًا لمعادلات السوق، يفقد الفن روحه. ويلاحظ النقاد أن أفلام ديزني الأخيرة باتت متشابهة في البنية والسرد والرسالة، والسبب أن الهدف لم يعد إبهار المشاهد، بل ضمان تحقيق نسب مشاهدة ومبيعات في نفس الوقت.

التغلغل في الحياة اليومية

من الحدائق الترفيهية إلى التطبيقات التعليمية وحتى منتجات الطعام، تُحاول ديزني أن تكون جزءًا من كل يوم في حياة الطفل والأسرة. هذا التغلغل يجعل العلامة التجارية أكثر من مجرد ترفيه — إنها أصبحت أسلوب حياة، بل أحيانًا هوية.

ردود الفعل الجماهيرية والنقدية

في استطلاع أجرته مجلة Variety في مارس 2025، قال 58٪ من الجمهور إن ديزني "فقدت روحها الإبداعية"، بينما رأى 29٪ أن استراتيجيتها التجارية مفهومة في ظل المنافسة الرقمية الشرسة. أما النقاد فاعتبروا أن الشركة تمثل الآن «النموذج الأعلى لتسليع الفن».

هل يمكن إنقاذ السحر؟

لعل الحل لا يكمن في محاربة ديزني، بل في إعادة تعريف دور الفن والترفيه في حياة الناس. يجب على الجمهور أن يكون أكثر وعيًا بطرق التسويق العاطفي، وأن يدعم المشاريع الإبداعية التي تقدم مضمونًا حقيقيًا لا يعتمد فقط على المبيعات.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

هل تهدف ديزني إلى الربح فقط؟

رغم أن ديزني ما تزال ترفع شعار الإبداع والمرح، إلا أن استراتيجيتها المالية تُظهر أن الأولوية القصوى اليوم هي تحقيق الأرباح من خلال التكامل بين المحتوى والتسويق.

هل فقدت ديزني سحرها فعلاً؟

من وجهة نظر كثير من النقاد، نعم — لأن الأفلام أصبحت أكثر «وظيفية» وأقل شاعرية، تُكتب لتخدم الحملات الدعائية أكثر من خدمة القصة نفسها.

هل يمكن أن تستعيد ديزني روحها الإبداعية؟

الأمر ممكن إذا عادت للاهتمام بالقصص الإنسانية البسيطة التي ميّزت بداياتها، بعيدًا عن الحسابات التجارية الدقيقة.

المصادر

  • Variety, "Disney’s Commercial Empire: The Hidden Strategy Behind Every Movie", March 2025.
  • The Guardian, "How Disney Turned Magic into Marketing", February 2025.
  • Harvard Business Review, "The Psychology of Brand Loyalty in Disney Fans", April 2025.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال

🌸 مواقعنا الأخرى

للمزيد من المحتوى المتنوّع زوروا: