ديزني بين الذكاء الاصطناعي وفقدان اللمسة الإنسانية: هل تتحول السحر إلى خوارزمية؟
في عام 2025، أصبح الحديث عن الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما أمرًا لا يمكن تجاهله. ومع شركة بحجم ديزني، فإن هذا التحول لم يعد مجرد تجربة تقنية، بل توجه استراتيجي يثير جدلًا واسعًا حول مستقبل الفن، والإبداع، والهوية السينمائية ذاتها.
من أدوات مساعدة إلى بدائل إبداعية
بدأت ديزني منذ عام 2023 بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل تحسين الصور، توليد المؤثرات البصرية، وتصميم الخلفيات المعقدة. لكن في عام 2025، وصل الأمر إلى استخدام نماذج توليد النصوص والصور لإنشاء شخصيات جديدة وتطوير أجزاء من السيناريو. هذا التطور فتح الباب أمام نقاش أخلاقي حول حدود التقنية في الإبداع الفني.
فقدان الحس الإنساني في القصص
يشير النقاد إلى أن قصص ديزني الحديثة، رغم جمالها البصري، أصبحت تفتقر إلى العاطفة الحقيقية والعمق الذي ميّز أعمال مثل الأسد الملك وبياض الثلج. إذ يمكن للخوارزمية أن تتنبأ بما يثير المشاعر، لكنها لا تشعر بها. وهذا الفارق هو ما يجعل الجمهور يشعر بأن شيئًا ما "مفقود".
تجارب جماهيرية متباينة
في الاستطلاع الذي أجرته منصة ScreenRant عام 2025، قال 61٪ من المشاهدين إن أفلام ديزني الأخيرة "باهتة عاطفيًا" رغم جودتها التقنية العالية. بينما اعتبر 24٪ أن التطور طبيعي ويعكس تطورًا في ذوق الأجيال الجديدة. هذا الانقسام يعكس معركة بين من يرى في التقنية أداة، ومن يخاف أن تكون بديلًا للإنسان.
الجانب الاقتصادي: تخفيض التكاليف أم تسليع الإبداع؟
اعتماد الذكاء الاصطناعي سمح لديزني بتقليل تكلفة الإنتاج بنسبة تتجاوز 30٪، خاصة في مرحلة ما قبل التصوير. لكن هذه الميزة الاقتصادية جاءت على حساب الفنانين والمبدعين الذين فقد كثير منهم وظائفهم. وهذا ما أثار احتجاجات نقابات الرسوم المتحركة في لوس أنجلوس عام 2025، مطالبة بـ"قانون حماية الإبداع البشري".
تأثير ذلك على هوية ديزني الفنية
تُعرف ديزني بأنها الشركة التي تمزج بين التقنية والعاطفة لتخلق عوالم لا تُنسى. لكن حين تتغلب الخوارزميات على القلوب، يصبح السحر خطرًا باردًا. يرى بعض النقاد أن ديزني قد فقدت توازنها بين "العقل" و"الخيال"، بين "البيانات" و"الحدس الإنساني".
مخاطر الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي
أكبر التحديات ليست تقنية بل فلسفية: هل يمكن للآلة أن تفهم الجمال؟ أن تبتكر من العدم؟ حتى الآن، كل ما تفعله هو "إعادة تركيب" ما كان موجودًا سابقًا. هذه النقطة تجعل مستقبل الإبداع في خطر إذا استمر الاتجاه نحو أتمتة المشاعر.
مستقبل الفن في ظل الثورة الرقمية
ربما الحل ليس في رفض الذكاء الاصطناعي، بل في توجيهه. فبدل أن يصبح بديلًا للفنان، يجب أن يكون أداة له. على ديزني أن تعيد الاعتبار للعنصر الإنساني، وتستخدم الذكاء الاصطناعي كرفيق لا كمنافس.
خاتمة
الذكاء الاصطناعي غيّر شكل السينما إلى الأبد، لكن لا يجب أن يُغيّر روحها. على ديزني أن تتذكر أن سحرها الحقيقي لم يكن في تقنيتها، بل في إنسانيتها. فإذا تحوّل الإبداع إلى معادلة، فلن يبقى من الحلم إلا حساب رقمي بارد.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل تستخدم ديزني الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريوهات؟
نعم، بدأت الشركة باختبار أدوات توليد نصوص تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الكتّاب، لكن دون الاستغناء الكامل عن العنصر البشري حتى الآن.
ما تأثير الذكاء الاصطناعي على الفنانين العاملين في ديزني؟
أدى إلى تقليص بعض الوظائف المتعلقة بالرسم والتحريك اليدوي، مما أثار احتجاجات ومخاوف حول مستقبل الإبداع البشري في الشركة.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج فيلمًا كاملاً بدون تدخل بشري؟
من الناحية التقنية نعم، لكن جودة العمل العاطفية والإبداعية ما تزال تعتمد على العنصر الإنساني في الكتابة والإخراج.
المصادر
- ScreenRant, "AI in Disney Productions 2025: A Blessing or a Curse?", April 2025.
- The Guardian, "Hollywood Unions Warn Disney Over AI Replacements", February 2025.
- Variety, "Disney's AI Experimentation and Its Impact on Creative Jobs", March 2025.
