العقل تحت السيطرة: كيف تستخدم ديزني علم النفس العاطفي في تسويق أفلامها؟

 

العقل تحت السيطرة: كيف تستخدم ديزني علم النفس العاطفي في تسويق أفلامها؟

العقل تحت السيطرة: كيف تستخدم ديزني علم النفس العاطفي في تسويق أفلامها؟


منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، وديزني تتقن فن مخاطبة العاطفة البشرية أكثر من أي شركة ترفيهية أخرى. لكنها في عام 2025 وصلت إلى مرحلة جديدة من توظيف علم النفس العاطفي، ليس فقط لصنع أفلام مؤثرة، بل لتسويقها بطرق تخاطب اللاوعي وتؤثر في قرارات الجمهور من دون وعيه الكامل.

1. السحر العاطفي كاستراتيجية تجارية

لم يعد الترويج لأفلام ديزني يعتمد على الإعلانات المباشرة. بل أصبحت الشركة تستخدم ما يسمى بـ“التحفيز العاطفي المبرمج”، وهو أسلوب تسويقي قائم على دراسات علم الأعصاب العاطفي. وفقًا لمجلة Scientific American (عدد فبراير 2025)، فإن دماغ الإنسان يتفاعل مع الصور والموسيقى قبل تحليل الرسالة، مما يمنح ديزني قدرة على التأثير قبل الوعي.

2. من الدموع إلى الولاء

الأفلام مثل Inside Out 2 وWish لم تُصمم فقط لإثارة المشاعر، بل لخلق ارتباط نفسي بالعلامة التجارية نفسها. ديزني تستخدم “تكرار العاطفة” كأداة لبناء الولاء؛ أي جعل الجمهور يشعر بأن مشاعره جزء من هوية الشركة، لا مجرد تجربة فنية.

3. التلاعب بالإيقاع والمونتاج

تؤكد دراسة من Frontiers in Psychology (2024) أن الإيقاعات البصرية السريعة والمونتاج المتناسق مع الموسيقى يمكن أن يفعّلا إفراز الأوكسيتوسين والدوبامين في الدماغ، وهو ما يخلق شعورًا بالألفة والثقة. ديزني توظف هذا العلم بدقة، خاصة في المشاهد التي تجمع بين لحظات الحزن والانتصار.

4. الجمهور كحالة نفسية مدروسة

الشركة لا تسوّق أفلامها بشكل عشوائي، بل تستند إلى تحليل البيانات السلوكية لملايين المستخدمين عبر منصة Disney+. كل تفاعل يتم تحليله لتحديد اللحظة التي يتأثر فيها المشاهد أكثر، ومن ثم توجيه الحملات الدعائية بنفس التوقيت والمضمون العاطفي.

5. الحدود الأخلاقية: متى يتحول الإبداع إلى تلاعب؟

يرى باحثون من جامعة هارفارد أن استخدام العواطف للتسويق يجب أن يكون محدودًا بحدود أخلاقية واضحة. أما ديزني، فهي تتجاوز ذلك لتخلق اعتمادًا نفسيًا متكرّرًا على منتجاتها، وهو ما يشبه الإدمان العاطفي لدى الأطفال والمراهقين.

6. التأثير العاطفي في المجتمعات المتنوعة

واحدة من أكثر المخاطر التي تثيرها ديزني اليوم هي أنها تستخدم نموذجًا واحدًا للعاطفة — النموذج الأمريكي — كمعيار عالمي. هذا يؤدي إلى تآكل الفروق الثقافية، إذ يتعلم الطفل العربي أو الآسيوي أن “الفرح” أو “النجاح” يجب أن يُعبّر عنه بالطريقة التي تعرضها ديزني.

7. الجانب الاقتصادي للدموع

كل لحظة بكاء في فيلم ديزني تقابلها زيادة في الإيرادات. وفقًا لتقرير Statista 2025، ارتفعت مبيعات المنتجات المرتبطة بالأفلام التي تثير المشاعر بنسبة 38%. الدموع أصبحت عملة تجارية تُحوَّل إلى أرباح.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

هل تستغل ديزني علم النفس للتلاعب بالمشاهدين؟

نعم، ولكن بطريقة "ناعمة" تعتمد على تحفيز العواطف لا الإقناع المباشر. هذا يجعل الجمهور أكثر ارتباطًا بالمحتوى.

هل هذا النوع من التسويق أخلاقي؟

الحد الفاصل بين الإبداع والتلاعب دقيق جدًا. حين يُستخدم العلم للتأثير في مشاعر الأطفال بهدف البيع فقط، يصبح الأمر مثارًا للجدل الأخلاقي.

كيف يمكن للمشاهد أن يكون أكثر وعيًا؟

بمراقبة استجاباته العاطفية، والتفكير النقدي بعد المشاهدة بدلاً من الانغماس الكامل في التجربة البصرية.

الخلاصة

ديزني في عام 2025 لا تبيع الأفلام فقط، بل تبيع تجارب عاطفية محسوبة. من خلال فهمها العميق لعلم النفس العصبي، أصبحت الشركة قادرة على صياغة قراراتنا العاطفية، وتحويلها إلى ولاء اقتصادي مستمر. إنها ليست مجرد صناعة أفلام؛ إنها هندسة للعاطفة البشرية.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

🌸 مواقعنا الأخرى

للمزيد من المحتوى المتنوّع زوروا: